أفاد مراسل وكالة أنباء الحوزة أنّ آيةَ الله السید محمد سعیدي، في خطبةِ صلاة الجمعة ليوم العاشرِ من شهر إسفند عام ۱۴۰۳ هـ.ش (الموافق للعامِ الهجري الشمسي) الموافق لـ ۲۸ شباط فبراير ۲۰۲۵ ، التي أُقيمَت في مصلى القدس بمدينة قُم، أشار إلى انعقاد المؤتمر الدوليّ لإزاحة الستار عن تفسير "تسنيم"، و قال: إنَّ قائدَ الثورة الإسلامية، خلال لقائه بالقائمين على هذا المؤتمر، اعتبر تفسير "تسنيم" مفخرة للشيعة و الحوزة العلمية.
و أكَّدَ أنَّ قوة التفكير العقلانيّ للمؤلِّف ساعدت في فهم بعض المفاهيم الدقيقة و العميقة الكامنة في الآيات القرآنية.
و أضافَ: لقد صرَّح قائد الثورة الإسلامية أنَّ الحوزة العلمية مدينة لآية الله جوادي آملي، إذ أنجز عملاً عظيماً، فكتابه هذا يعدُّ مرجعاً، و يمكنُ أن يرفع عاليًا و يعرض على العالم الإسلاميّ بفخر لنقول: نحن نملك هذا.
و أردف خطيب الجمعة في قُم قائلًا: "اعتبر آيةُ الله جوادي آملي، في مؤتمر تسنيم، هذا التفسير ثمرة للحوزةِ العلمية، وأكَّد: "إنّ الإنجاز العظيم للإمام الراحل (قدس سره) لم يكُن مجرد تحويل النظام الملكيّ إلى جمهورية، بل كانَ إنشاء نظام الإمامة والأمة، حيث رفع مكانة القائد من مرتبة العلماء إلى مرتبة النيابة. لذا، فإنّ واجبنا حفظ نظام الإمامة والأمة، لأنّ الثورة الإسلامية هي أيضاً من بركات الإمام المهدي (عج)، و يجب اعتبار الإمام الحاليّ خليفة للإمام المهدي (عج).
و أضاف متولي الحرم المطهر للسيدة المعصومة (سلام الله علیها): " كما أشار آية الله جوادي آملي إلى الشهيدِ السيد حسن نصر الله، قائلاً: "ما جعل الشهيد السيد حسن يُزلزل العالم كان ببركة القرآن الكريم، فقد عاش حياةً قرآنية و كان مع العترة و أهل البيت (ع)، فبلغ هذه المنزلة. هذا الطريق مفتوح للجميع"، ثمّ أكَّد على ضرورة السعي في هذه المنظومة لنشر الفضيلة و الاستقامة، و العناية بأسر الشهداءِ و ثقافة الشهادة، لأنّ باب الخدمة في هذا المجال مفتوح بلا عائق.
و أضاف: "اليوم هو الجمعة الأخيرة من شهر شعبان. ففي مثلِ هذا اليوم، زار أبا صلت الإمام الرضا (ع)، فوصَّاه الإمام قائلاً: "أكثر من الدعاء و الاستغفار و تلاوة القرآن، و تُب من ذنوبك لتدخل شهر رمضان طاهرًا نقيًّا، و أدّ كلّ أمانة و دَين عليك، و لا تحمل حقدًا أو ضغينة تجاه المؤمنين، و اترك كلّ ذنب أنت مُبتلىً به، و اتق الله، و توكل عليه في سرِّك و علانيتِك، و أكثر من هذا الدعاء: "اللهمَّ إن لم تكُن قد غفرت لنا فيما مضى من شعبان، فاغفر لنا فيما بقي منه.
و أشارَ ممثلُ الوليِّ الفقيهِ في محافظة قم إلى ضرورة حفظ حرمة شهر رمضان، و أكَّد أنَّ من كان معذورًا عن الصيام لا ينبغي له أن يُنتهِك حرمة هذا الشهر العظيم.
كما أشارَ إلى ذكرى تأسيسِ لجنةِ الإغاثةِ التابعةِ للإمامِ الخمينيِّ (ره) عامَ ۱۳۵۷هـ.ش، مبيّنًا أنَّ تأسيسَ هذه المؤسسةِ يُظهِر أنّ الإمام الراحل (ره) كان منذ بداية الثورة الإسلامية يُفكِّر في رفع الحرمان عن الناس، و أنّ الشعب قدَّم منذ البداية تضحيات عظيمة في مساعدة المحتاجين.
و في سياق يوم غرس الأشجار، نقل عن الإمام الصادق (ع) قوله: "ازرعوا، و اغرسوا الأشجارَ، فواللهِ ما عملَ الناسُ عملًا أحلَّ و لا أطهرَ منه."
و في خطبتِه الأولى، استشهد آية الله سعيدي بالآيةِ الكريمةِ: "يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا كُتِب عَلَيْكُم الصِّيَام كَمَا كُتِبَ عَلَى الَّذِينَ مِنْ قَبْلِكُمْ لَعَلَّكُمْ تَتَّقُونَ"، مؤكّدًا أنَّ من ثمرات الصيام تقوية التقوى.
و أضاف: يقولُ اللهُ تعالى في الآية ۱۱۵ من سورة التوبة: "وَ مَا كَانَ اللَّهُ لِيُضِلَّ قَوْمًا بَعْدَ إِذْ هَدَاهُمْ حَتَّىٰ يُبَيِّنَ لَهُم مَّا يَتَّقُونَ إِنَّ اللَّهَ بِكُلِّ شَيْءٍ عَلِيمٌ"،
و بيَّن خطيب الجمعة أنّ الهداية الإلهية تصل إلى الإنسان من خلال طريقينِ: داخليّ (الفطرة) و خارجيّ (الأنبياء)، و أكَّد أنّ الله وضع معرفتَه في نفوس الناس، ومنحَهم العقل ليميزوا بين الحقّ و الباطل، و الخير و الشرّ.
تعليقك